ما هو الكاريكاتير ؟؟؟؟؟؟؟؟

ما هو الكاريكاتير؟

لايرى الإنسان في العادة بعينيه بل بدماغه؛ فقد يبحث عن شيء وهو أمامه، ويتفقد مفتاح الشقة وهو في جيبه، ويقرأ فقرة فلا يدرك المعنى العميق خلف السطر، ويمر على الشيء العجيب فلا يحرض عنده روح الدهشة والفضول..
وفي سورة يوسف "وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون"
وكل فرد منا أسير ثقافة ومفاهيم، ويخضع كلنا لظاهرة (الوعي الانتقائي)..
ويروى عن ثلاثة أخوة تاجر وعابد وحرفي، أنهم زاروا مدينة فرجع كل واحد يروي ما شاهده، فأما الأول فتحدث عن الأسواق والبضائع، وروى عن كثرة المساجد وامتلائها بالناس، وروى الحرفي عن براعة المهنيين وتعدد الصناعات.
هذه الظاهرة PHENOMENA (الوعي الانتقائي) تصدق على المهنة وفالطبيب الذي يزور مدينة جديدة يتفقد لوحات الأطباء وتخصصاتهم، وكأنه لايرى غيرهم.
والمستمع يفهم على المتحدث بما عنده من خلفية ثقافية وأدوات معرفية، وعميق الثقافة يحزر من المتكلم من بضع فقرات مدى عمقه الثقافي والمحطات المعرفية التي تجاوزها، وهل عقله منظم وأفكاره مرتبة؟ وما اتجاهه الفكري عموماً؟
وألفاظ من نوع (الشيخ وآداب الحضرة) أو (الجدل المادي وفائض القيمة) تفرق (الصوفي)عن (المار*****ي) بألفاظ لغة مشتركة ومفاهيم لغة متباينة.
كما أن موضع اهتمامات المرأة غير الرجل، وفي العادة تنجح المرأة أكثر في إثارة مواضيع للحديث. ويعد التلفون أكثر أنوثة كما جاء في إحصائيات مجلة الشبيجل الألمانية، وتتميز المرأة بالذوق الجمالي، وعندها ذاكرة خارقة لبعض المناسبات.
وما يحدث في ظاهرة (الوعي الانتقائي) على مستوى الفرد والحديث يتكرر في مستوى الثقافة، بفارق أن الثقافة قد تتعرض لمقتل خطير عندما توظف العقل لتضخيم أفكار على حساب أفكار أخرى، قد يوصل الثقافة إلى اتخاذ شكل (الكاريكاتور)
الكاريكاتور يشبه قصة (عرش ملكة سبأ) عندما فوجئت به، يسبقها إلى مجلس النبي سليمان عليه السلام، وهي لم تحضره معها، وليس عندها قدرة تخيل عن إمكانات نقله بقدرة تفوق كل مراهنة، فالعرش هو العرش! والعرش ليس العرش؟
ولكن كيف وصل إلى فلسطين قبلها وسبقها في الحضور؟
كان جوابها ذكياً لماحا في مخرج من هذه الورطة العقلية!
فلم تقل إنه هو؟! كما لم تقل إنه ليس عرشها فكل العلامات توحي بتفرده! كان تعبيرها إنه هو وليس هو (كأنه هو).
والكاريكاتور يقوم بالدورنفسه؛ فعندما ترسم مجلة الشبيجل DER SPIEGEL الألمانية المستشار الألماني (كول)السابق أو (ميركل) الحالية، على شكل كاريكاتور تعمد إلى تضخيم بعض الأماكن في وجهه مثل النظارة أو الأنف؛ فيحزر من رآه أن (كول) ولكنه في الواقع ليس (كول) الذي يعرفه!!
والعقل الإنساني يملك هذه القدرة على إرجاع الشكل (الملخبط) والمشوه إلى مصدر تجريدي خاص به فيحزر من هو؟
ولكن هذه اللعبة خطيرة جداً في العالم العربي؛ فالساسة خارج النقد وفوق الخطأ، ومن يقترب من هذه الخطوط الحمراء يتعرض للتيار الصاعق؛ فقد تحترق أصابعه إن لم يخسر حياته!