شروق مشرف
عدد الرسائل : 972 الموقع : اعطيتها كل شيء ورسمت لها كل شيء اضات لها كل الشموع ومسحت بيدي لها كل الدموع نسيانها امر مستحيل لاكني نسيت ان النسيان امر مستحيل نشاط العضو : تاريخ التسجيل : 19/02/2009
| موضوع: لصورة الشعرية في الشعر العربي .....موضوع مهم لمن يكتب شعرا الثلاثاء 07 أبريل 2009, 7:39 pm | |
| الصورة الشعرية في الشعر العربي منذ البدايات الأولى وحين كان الشعراء العرب يغنون قصائدهم اعتمد العرب في نقد الشعر وتقييمه على أربعة أركان أساسية وهي أولا-الموسيقى وهي ما يعرف اليوم بالعروض وأول من اكتشف بحور الشعر العربي ووضع علم العروض هو الخليل بن احمد الفراهيدي ثانياً-اللغة من ألفاظ وجمل تتكون منها أبيات القصيدة ومدى خدمتها للمعنى المراد تقديمه ثالثا ً-الموضوع وقد كان الشعراء عند البدايات يشكلون ما يمكن أن نسميه اليوم وسائل الإعلام بالنسبة لقبائلهم وتقدم القصيدة بشكل دائم موضوعا للقارىء أو المستمع رابعاًًً-الصورة الشعرية وقد اسماها العرب بالبيان وهي ما سأقدم بحثي هذا حولها وان كان مختصرا وبقدر ما تسمح به هذه الصفحة في سوق عكاظ والذي كان يقام في موسم الحج كل عام كان الشعراء يحضرون الى السوق ويلقون قصائدهم أمام (لجنة تحكيم )كما نسميها اليوم وهي التي تقيم مستوى القصائد وتقول أيها الأجمل والأقوى وأيها التي تصلح لتعلق على جدار الكعبة الشريفة ومنذ ذلك التاريخ والنقاد يحكمون بالسرقة الأدبية فيقولون هذا القول مسروق من قول فلان كذا وحينها يعنون وبالضبط الصورة الشعرية لان بحور الشعر واللغة بمفرداتها ومواضيع الحياة من فخر وهجاء وحب ورثاء ليست ملكا لأحد ولان الصورة الشعرية مقياس أساسي من مقاييس الشعر سأقف اليوم ببعض التفصيل عندها والصورة الشعرية تعتمد على ثلاثة طرق أساسية وهي التشبيه والاستعارة والكناية وسأقدم بحثا مفصلا عنها إن شاء الله في موضوع مستقل وقد أولى العرب شعراء ًونقاداً اهتماماً كبيرا للصورة الشعرية بما تحمل من جماليات في النص وتوضيح للفكرة وتحليق في عالم الخيال لتقديم المعنى وبثوب جديد ويقال إن أول المعلقات التي علقت على جدار الكعبة هي معلقة امرؤ القيس بن حجر الكندي والذي يعتبر من أفحل شعراء الجاهلية ومن معلقته سأقتطف شاهدين فقد قال في وصف جواده : مكرٍ مفرٍ مقبلٍ مدبرٍ معاً كجلمود صخرٍ حطه السيل من عل بهذا الوصف قدم صورة للحصان تحلق في عالم الخيال حينما أعطى صفات للحصان الهجوم والانسحاب في نفس اللحظة وقد شبهه بصخرة تتدحرج من مكان عال وتتجه باتجاه الأسفل لنتصور معا كيف ستكون حركة هذه الصخرة وحين طال عليه الليل انشد قوله فيالك من ليل كان نجومه بكل مغار الفتل شدت بيذبل وهو يعبر عن طول الليل وذلك بثبات النجوم في مواقعها لأنها مربوطة بالحبال الى جبل يذبل وهو جبل في شبه الجزيرة العربية وقد عبر النابغة الذبياني عن طول الليل بقوله تطاول حتى قلت ليس بمنقض ٍ وليس الذي يرعى النجوم بآيب وقد فضل العرب بيت النابغة لان الصورة لديه تتسم بالحركة فكان النجوم أغنام أو ابل ولها را ع يروح بها عند الصباح ومن أجمل ما وصلنا من الشعر الجاهلي بيتي عنترة العبسي وأكاد اجزم أنهما الأشهر من الشعر الجاهلي حيث يقول مخاطبا عبلة التي قضى عمره وهو يثبت لها صدق حبه : ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم وتتالت في هذين البيتين مجموعة من الصور الشعرية الجميلة فقد شبه نفسه بالماء والرماح بالإنسان فهي تنهل من دمه وشبه السيوف في لمعانها بأسنان عبلة حين تبتسم لقد قالت العرب حقا (إن من البيان لسحرا ) "" | |
|