شروق مشرف
عدد الرسائل : 972 الموقع : اعطيتها كل شيء ورسمت لها كل شيء اضات لها كل الشموع ومسحت بيدي لها كل الدموع نسيانها امر مستحيل لاكني نسيت ان النسيان امر مستحيل نشاط العضو : تاريخ التسجيل : 19/02/2009
| موضوع: مفهوم الحب الإثنين 23 فبراير 2009, 10:17 pm | |
| لا شك أن البشر مختلفون ، فمنهم من يؤمنون بالحب ويتسمون بالرومانسية ورقة المشاعر ، وآخرون لا يقدرون على التعبير عن مشاعرهم كما يجب ، وهناك من يتحكم العقل فى كل تصرفاتهم ولا يعترفون بوجود الحب فى الارتباط والزواج ومهما كانت نتائج الاختبارات النفسية وأقاويل الدراسات القابلة للصواب والخطأ، فكم من قصص واقعية أكدت للعالم كله أن الحب طاقة دائمة متجددة تحتاج لطرفين متوافقين لا يتوقفا عن العطاء.
أبرز هذه النماذج حب نزار قباني لزوجته بلقيس التي عشقها طوال حياته ولم يتزوج بعد وفاتها ،ونظم لها قصيدةرائعة بعد رحيلها يبث فيها حبه لها في رسائل شعرية رقيقة حملت بين كلماتها الكثير من معاني الحب التي حملها قلب نزار لها،وانطلق ليكتب واحدة من أروع قصائده وهي قصيدة "بلقيس" التي قال فيها :
يا بلقيسُ .. كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ .. فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا .. بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً ..ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟
كما ذكر السياسي الانجليزي العجوز دزرائيلي الذي كان رئيسا لبريطانيا العظمي أنه تزوج امرأة في عمر أمه وكانت قبيحة جاهلة لا تحسن الحديث, وبرغم ذلك أحبها حتي ماتت, وحين سئل عن هذا الغرام الغريب قال: أنها تحسن الاستماع لأحلامي وآمالي وتثق بي وتؤمن بعبقريتي.
تعلم من نبيك
وفى رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم قدوة حسنة حين ضرب لنا بحبه لزوجاته مثلاً يحتذي به ، فمن الآن يستحضر محمد عليه الصلاة والسلام في عشقه لزوجاته ، فكانت السيدة خديجة رضي الله عنها الحب الكبير والوفاء الدائم فى حياة الرسول صلي الله عليه وسلم ، فبعد موتها جاءت امرأة من الصحابة للنبي تقول له: يا رسول الله، ألا تتزوج؟ بكى النبي وكان رده "وهل بعد خديجة أحد"؟
وهل هناك زوج تسأله عن أحب الناس إليه فيقول: زوجتي؟ لم يصرح أحداً قط بذلك ، ولكن النبي الكريم قالها ببساطة وباسمها دون خجل عندما سأله عمرو بي العاص رضي الله عنه قائلاً: من أحب الناس إليك ، فقال: عائشة!.
عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يحب زوجته ، وقد عبر عن هذا الحب لأحد الصحابة الذي جاء إليه يشكو زوجته لعلو صوتها فوجد عمر لا يفعل شيئاً إزاء علو صوت امرأته ،وما كان يرد عمر على ذلك قائلاً : "تحملتني.. غسلت ثيابي.. وبسطت منامي.. وربت أولادي ..ونظفت بيتي، تفعل كل ذلك ولم يأمرها الله بذلك بل تفعله طواعية وتحملت، أفلا أتحملها إن رفعت صوتها ؟
إذا فالحب موجود ومستمر وليس له مدة صلاحية ، بل كما قال أبو العلاء المعري : نعيب زماننا والعيب فينا .. وما لزماننا عيب سوانا ، لذا على كل زوج وزوجة أن يعطي بلا حدود لأن كما يقولون بالحب تسمو الروح وتشف وتمتلئ رغبة بالعطاء واحتضان كل ما في الوجود. | |
|